إن كلمة ""مشغول"" هي أفضل كلمة تستخدم لوصف طفلٍ يبلغ متوسط عمره أربعة عشر شهرًا، مما يعني أنك ستكونين مشغولة أيضًا، فإذا كان لديك أطفالًا أكبر سنًا، فإنهم سيشاركون في تسلية طفلك وإشراكه في ممارسة الألعاب والأنشطة المختلفة، لكن لا تتوقعي منهم اللعب دائمًا بسعادة، إذ تتسم هذه الفئة العمرية بحب الذات، مما يعني أنهم يعتقدون أن العالم وكل شخص فيه موجود لأجلهم فقط، فعندما يكون الطفل في الشهر الرابع عشر من عمره، فإنه لن يحتاج إلى التفكير في كيفية شعور الآخرين، حيث أن مشاركة الألعاب وانتظار دوره أو مراعاة شعور الآخرين هي مهارات اجتماعية تتطور بمرور الوقت، ولكن لا يزال أمام طفلك الكثير من الوقت للوصول لتلك المرحلة.
تختلف طريقة رعاية طفلكِ عن رعاية أطفالك الأكبر سنًا، فينبغي عليكِ مراقبته عن كثب وتوقع احتياجاته، حيث إن مهاراته اللفظية غير ناضجة بشكل كافي؛ لذا، يتواصل من خلال لغة الجسد والكلمات الأساسية والأصوات وكذلك من خلال أفعاله؛ لذا، احرصي على أن يكون منزلك مليئًا بالمحادثات والكلام، حيث يمكنك التحدث مع طفلك البالغ أربعة عشر شهرًا خلال قيامك بالأنشطة اليومية ومشاركته ما يفعل قدر المستطاع، فعلى الرغم من أن ذلك قد يؤخرك عن الانتهاء من أعمالك، إلا أنه سيفيد طفلكِ في تعلم كيفية مواصلة العمل وإنجاز المهام أثناء الحديث.
النمو والتطوّر
من المحتمل أن يكون طفلكِ قادرًا على الوقوف والمشي، لكن لا تقلقي بشأن رغبته في العودة إلى الحبو في بعض الأوقات. قد ترغبين في شراء أول حذاء لطفلكِ لحماية أقدامه عندما يكون خارج المنزل، لذا، احرصي على أن تكون هذه الأحذية لينة ومرنة ليشعر بالراحة عند ارتدائها، حيث يُعد اختيار حذاء بدون رباط اختيارًا رائعًا مع مراعاة المقاس؛ ومع ذلك، يُفضل عدم استخدام أي حذاء لطفلكِ والسماح له بالبقاء دون حذاء معظم الوقت، حيث يساعده ذلك على التوازن والتنسيق عند تعلمه المشي وتعلمه تحميل وزنه على قدميه وأصابع قدميه.
قد يكون لطفلكِ سمنة قليلة في بطنه، ويُعد ذلك طبيعيًا خلال المراحل الأولى من عمره، كما يُعد نمو الطول وبروز البطن والمؤخرة الصغيرة وتقوس الساقين من المظاهر المميزة لهذه الفئة العمرية، فلا تقلقي من أن تكون هذه صفات غير طبيعية. كما أنه كلما نمت عظامه وجسده، كلما تغير شكله كثيرًا. كما سيكون من الواضح للغاية مدى شبه الطفل بكِ أو بزوجكِ في هذه المرحلة المبكرة من عمره.
إذا كان شعر طفلكِ خفيفًا أو كان بدون شعر، فغالبًا ما تكون هذه مرحلة نمو شعره بشكل كثيف، حيث يستغرق نمو الشعر الناعم والأشقر وقتًا أطول من الشعر الداكن، كما يتم قص شعر الأطفال لأول مرة في هذا العمر، ويكون ذلك وقتًا حساسًا، خاصةً بالنسبة للأمهات، إذ يكون ذلك إحدى علامات كبر أطفالهن، لذا لا تنسي الاحتفاظ ببعض خصلات شعر طفلكِ وضعيها في مكان آمن.
اللعب والتفاعل
يُعد هذا العمر هو العمر الذي يمرح فيه طفلك، حيث سيسعى لمشاركة الآخرين كلما تمكن من ذلك، فعندما يقوم بفعل شيء يؤدي إلى إضحاك الآخرين، فإنه يقوم به مرارًا وتكرارًا؛ ونتيجةً لذلك، سيقوم بتعلم المفاهيم المتعلقة بالتقليد والتكرار والسبب والنتيجة في سن مبكرة. وإذا شعر الطفل بالملل تجاه ألعابه الصغيرة، فحاولي أن تشاركيه في اللعب بها وأظهري له بعض الحماس.
اقرئي لطفلك كل يوم ودعيه يراكِ تقرئين أيضًا، حيث يمكنك أن تصاحبيه في الذهاب إلى المكتبة وتشاركيه في البحث عن كتب، إذ تُعد محلات الكتب المستعملة والمعارض والأسواق مصادر رائعة لشراء كتب رخيصة للأطفال، واحرصي على أن يكون منزلك مكانًا تكون فيه القراءة أمرًا ممتعًا وطبيعيًا في حياتك اليومية، فالأطفال الناشئين في منزل مغمور بالثقافة والكتب، يكونون مؤهلين جيدًا للبدء في المراحل الدراسية الأولى.
ما يمكنكِ توقعه في هذا الشهر
ربما يظهر التصرف الذي يتسم بالعناد في وقت مبكر من خلال معرفة طفلك ما يمكنه السيطرة عليه وما لا يمكنه. كما عليكِ أن تبقي هادئة ولا تعتبري أن اعتراضات طفلكِ على بعض الأمور محاولة متعمدة للتأثير على قرارك، فسوف تتعلمين معه الأمور المهمة والأمور التي ليست كذلك. كما عليكِ أن تطابقي أفعالك مع أقوالك لتحققي حياة هادئة. كما سيعتاد طفلك على روتين ونظام محدد، ولكنه سيصبح أقوى من خلال نشأته في بيئة قادرة على تلبية احتياجاته.
ستجدين في بعض الأيام أن رعاية طفلكِ أمرًا بسيطًا وسهلًا، بينما ستشعرين في أيام أخرى أنه أمر صعب للغاية، فهذا هو سن الاكتشاف وحب الاستطلاع لديه، فهو بحاجة إلى أن تشجعيه على تعلم أشياء جديدة، ويؤدي ذلك إلى الاستمتاع بلحظات رائعة معه، حيث يرغب باللعب والذهاب إلى أماكن جديدة، وكما تعلمين، فإن طفلك لا يمكنه القيام بذلك وحده، وتذكري أن مهمتك ليست إسعاد طفلكِ فحسب، بل الحفاظ على سلامته كذلك، لذا عليكِ أن توفري له بيئة توفر له ما يحتاج إليه لمساعدته على النمو والبلوغ، ولا تنسي أنه على الرغم من معرفة طفلكِ ما يريده، إلا أنكِ أعلم بما يحتاجه.
الغذاء والتغذية
يُعد المقعد المرتفع واحد من أكثر قطع الأثاث استخدامًا في المنزل من الآن فصاعدًا؛ لذا، اعتادي على ربط طفلكِ فيه، فالأطفال في هذا العمر يقومون بالقفز فجأة عندما يريدون القيام من المقعد، واحرصي على وضع هذا المقعد بجانب طاولة الطعام حيث يأكل الجميع، وقومي بإطفاء التلفاز وتبادلي الحديث مع طفلك حتى يتشارك الجميع في وقت الطعام، فينبغي ألا تكون أوقات الطعام غذاء للجسد فحسب، وإنما غذاء للعقل أيضًا، فلا يتاح للأطفال الذين يلتهون بمشاهدة التلفاز وأجهزة أقراص الفيديو والأجهزة الإلكترونية فرصة تنمية مهارات جيدة تتعلق بالغذاء أثناء تناول الطعام.
يُعد استقلال الطفل في تناول طعامه بنفسه أمرًا مهمًا في هذا العمر، لذا إذا كنتِ ما زلتِ تطعمين طفلك، توقفي عن ذلك. كما أنه ما لم يكن لديهم مشكلة في النمو، فالأطفال في هذا العمر قادرين على اختيار ما يأكلونه وأن يوقفوا تناول الطعام عند الشبع، وتوقعي من طفلك البالغ من العمر أربعة عشر شهرًا أن يرغب في تناول الطعام من طبقك بجانب طبقه، حيث يُعد ذلك تصرفًا طبيعيًا تمامًا في هذا العمر كما يقوم بمعرفة الطعام المفيد والمناسب للأكل. حاولي أن تقدمي أنواع متعددة من الأطعمة له حتى لو لم يكن حريصًا على تناولها، فكثيرًا ما يحتاج الأطفال إلى تجربة طعام جديد من عشر مرات إلى عشرين مرة قبل أن يتقبلونه، حيث ينتهي بذلك الخوف من المجهول أو الحذر من أي شيء جديد بطريقة صحية.
حافظي على صحة طفلك
قد تتساءلين عن سبب تدقيق طفلكِ في الطعام وتذمره منه على الرغم من أنه في حال وجود شيء غير نظيف فإنه يضعه فورًا في فمه (وهذا أحد أسرار الطفولة)، حيث يقوم طفلكِ في هذا العمر بمعرفة ما يدور حوله من خلال حواسه، بما في ذلك حاسة التذوق؛ لذا لا تنشغلي كثيرًا بعزله عن بيئته. إذ يتخصص الجهاز المناعي لدى طفلكِ في مكافحة آلاف الميكروبات كل يوم، ولكن تذكري أن الأسمدة ومبيدات الآفات والرصاص وبراز الحيوانات وغيرها من الملوثات قد تبقى في التربة لسنوات وتُعرض الأطفال الصغار للخطر.
قد يتعرض طفلكِ لنزلة برد لأول مرة مما يعني أنه وقتًا تعيسًا بالنسبة له، حيث إن تعرض الأطفال لنزلات البرد أمر شائع في مرحلة الطفولة/ سنوات ما قبل دخول المدرسة لأنهم ببساطة غير قادرين على مقاومتها، ويكون علاجها من خلال تخفيف الأعراض ومعانقة طفلك كثيرًا. في حال رفض طفلكِ تناول الطعام والشراب أو لم يتبول في حفاضته أو تظهر عليه أعراض ارتفاع درجة الحرارة أو السعال أو كان يعاني من صعوبة في التنفس، فإنه يحتاج إلى طبيب ليقيّم حالته.
راقبي طفلك أثناء وجوده بالقرب من الكلب حتى لو كانا معتادين على اللعب سويًا، فلا يمكن التنبؤ بأفعال الكلاب، فينبغي عدم تركهم وحدهم أو دون إشراف حينما يكونون بصحبة الأطفال الصغار، ولا تتوقعي من طفل يبلغ من العمر أربعة عشر شهرًا أن يعرف كيفية التعامل بلطف مع الحيوانات الأليفة الخاصة بالأسرة أو التعامل معها بطريقة صحيحة، حيث إن تعلم الإمساك بالحيوانات الأليفة وملاطفتها ورعاية الحيوانات من المهارات التي تحتاج إلى مستوى معين من القدرة المعرفية للتعامل معها، ولكن في هذا العمر، فإن طفلكِ صغيرٌ جدًا على معرفة ما يتعين عليه فعله.
نصائح عامة
• قومي بتفريش أسنان طفلكِ مرتين يوميًا على الأقل،
o إن اختيار فرشاة أسنان صغيرة وناعمة مع قليل من الماء هو الخيار الأمثل، وقومي بالاطلاع على قسم الأسنان للحصول على معلومات قيّمة حول كيفية العناية بأسنان طفلكِ.
• توقعي من طفلكِ البالغ من العمر أربعة عشر شهرًا أن يغير موعد نومه في يوم من أيام هذا الشهر.
o ففي حال ما زال نائمًا بعد الظهر، فإن ذلك قد يؤثر على نظام نومه في الليل، لذا قومي بتنظيم مواعيد نومه عندما تقومين بتنظيم يومك وأعطي الأولوية لذلك، حيث يكون من المزعج البقاء بجوار الأطفال ذوي الطباع الحادة أو الذين يشعرون بإرهاق عندما تكون أجسادهم الصغيرة وأدمغتهم مرهقة، فلا حل لهم سوى النوم.
• توقعي تغيير الملابس بكثرة لطفلكِ في هذا العمر حيث يريد طفلكِ القيام باللعب في التراب والطين بشكل دائم.
o قومي بإعداد مجموعة كافية من ""الملابس الخاصة باللعب"" ليتم ارتدائها يوميًا عند وقت اللعب، فحتى إذا حرصتِ على أن يقوم طفلكِ بارتداء ملابس مستعملة، فإن ارتداءها في هذا العمر منطقي للغاية.
• يجب حماية الأطفال في هذا العمر من الشمس.
o يُعد استخدام قبعات واسعة الحواف ونظارات شمسية ومجموعة واقية من الشمس عند اللعب بالخارج من الأساسيات؛ لذا، قومي بتحديد وقت للعب في الخارج لوقت ما قبل العاشرة صباحًا وبعد الثالثة مساءً للبقاء في الظل، وتأكدي من حماية بشرتك أيضًا وكوني قدوة لطفلك في اهتمامكِ باحتياطات الحماية من الشمس.
• لا تحاولي إظهار نفسكِ لزوجكِ على أنكِ ""الأم الخبيرة"" واسعي إلى إشراكه معكِ في دور تقديم الرعاية.
o يتعلم الأولاد والبنات مهارات رعاية مهمة للغاية عندما يقدمها لهم الآباء والأمهات بصورة متساوية، فإذا كنتِ وحيدة، فاحرصي على رعايتهم بطريقة صحيحة وكوني قدوة حسنة لابنك أو بنتك ليتعلموا منك.
• لا تقومي بنقل طفلكِ إلى سرير آخر في الوقت الحالي.
o على الرغم من أن حجمه أكبر بقليل في هذا السن على أن ينام في هذا المهد، إلا أنه لم يكبر بشكل كافي للتمكن من النوم في سرير بمفرده، حيث يتميز المهد بقدرته على احتواء طفل كثير الحركة، بينما لا يمكن للسرير احتواء حركات طفلك.